أخبار يوم الاثنين ٢٣ يونيو

١. كن دائمًا في متناول الناس لتلبية احتياجاتهم.

في عالم مليء بالفوضى حيث يصاحب كل يوم حادثة جديدة، هناك مجموعة من البشر يسيرون في طريق شامخ.

طريق لم يتشكل من أجل راحتهم فقط، بل لتلبية احتياجات الناس.

هؤلاء هم نفس الفئة الشريفة والمؤثرة من «التجار».

التجارة ليست مجرد وسيلة لكسب المال.

لو كانت كذلك، لما جعل الله تسعة أعشار رزق الدنيا في أيدي التجار.

هذا الامتياز سببه فقط مسؤولية عظيمة:

«تلبية احتياجات خلق الله»

التاجر الذي يفهم معنى هذه الكلمة جيدًا، لا يرى التجارة مجرد وسيلة لكسب المال، بل يراها عبادة في ثوب عمل وخدمة في قالب إنتاج وتوزيع.

لكن الحقيقة المرّة أن التجار ينقسمون إلى مجموعتين.

المجموعة الأولى، هم الأغلبية الذين يجنون الأرباح طالما السوق مستقر.

ولكن بمجرد أن تبدأ الأزمة، ينسحبون إلى زاوية الراحة.

يهربون من السوق ومن المسؤولية، ويتركون الناس الذين وثقوا بهم وحدهم.

تجار "مع الناس"، ولكن فقط في أيام الراحة.

أما المجموعة الثانية، فقلّة لكنهم متألقون.

هؤلاء يتاجرون لا من أجل الربح، بل من أجل الإنسانية.

عندما تحل الأيام الصعبة، لا ينسحبون.

يبقون إلى جانب الناس.

يقللون أحيانًا من أرباحهم، ويسهرون أحيانًا لتأمين وتسليم البضائع في الوقت المناسب.

لكنهم لا يتركون الساحة أبدًا.

تاجر آرادي يجب أن يكون من هذه المجموعة الثانية.

سيتذكر الزبون من تركه وحده ومن وقف إلى جانبه.

وسيتذكر المورّد التاجر الذي وقف خلفه كالجبل.

والله هو الأعلم بكل شيء.

عن رسول الإسلام ﷺ رواية:
«التّاجِرُ الجَسُورُ مَرزُوقٌ وَ التّاجِرُ الجَبَانُ مَحرُومٌ».
التاجر الجسور موفق وموفَّق، أما الجبان فمحروم وفاشل.

التجارة ليست ساحة خوف.

بل ساحة شجاعة ووفاء.

لقد جئنا من أجل الإنسانية، الكرامة، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا.

والله لا يضيع أجر أي عبد مؤمن أبدًا.

٢. الكلمات المفتاحية للظهور أكثر.

⏱️ ٢ دقيقة

٣. الخوف شقيق الموت.

في زماننا، أخطر عدو للإنسان، ما يجفف جذور الحياة ويدمر المستقبل، هو الخوف.
الخوف سمٌّ صامت يقتل الأمل، والحركة، والجهد، والإيمان ببطء.
معظم الناس لا يموتون من العدو، ولا من الفقر، ولا من المرض.
يموتون من خوف العدو، خوف الفقر، خوف المرض.

🔹 الخوف، أفتك من أي سلاح

قال الإمام علي عليه السلام:
«الخَوفُ شَقيقُ المَوتِ»
الخوف شقيق الموت.
(غرر الحكم، ح ١٧٢٢)

يعني إذا دخل الخوف إلى قلبك، فأنت لم تمت بعد، ولكن كأنك قد دفنت روحك.
عيناك لم تعد ترى.

يداك لا تعملان.

فمك يغلق عن السعي.
عندما يستقر الخوف في قلب الإنسان، لا تنشأ ثورة، ولا تنشط اقتصاد، ولا تظهر كرامة.

🔹 الخوف، أكبر عائق للرزق

قال رسول الله ﷺ:
«لَا يَنبَغِي لِلْمُؤمِنِ أَنْ يَكُونَ جَبَاناً وَ لَا حَرِيصاً»
لا يليق بالمؤمن أن يكون جبانًا ولا حريصًا.
(نهج الفصاحة، ح ٣٠١٨)

كلام النبي ليس مجرد نصيحة أخلاقية.
يعني إذا خفت، فلست مؤمنًا بعد الآن.

لأن الإيمان يعني التوكل.
يعني إذا خفت في التجارة، أو التصدير، أو تقديم المنتج، أو بناء العلامة التجارية، أو التفاوض، فأنت غير نافع.

🔹 التاجر الجبان، دائمًا محروم

رُوي عن الإمام علي عليه السلام:
«الجُبْنُ مَنْقَصَةٌ»
الخوف عيب.
(نهج البلاغة، حكمة ١٧)

في قاموس مدرسة أهل البيت عليهم السلام، لا مكان للتاجر الجبان.
لأنك بمجرد أن تخاف، لن تذهب للتفاوض.
بمجرد أن تخاف، لن تذهب لتأمين البضاعة.
بمجرد أن تخاف، لن تتصل بالزبون.
بمجرد أن تخاف، لن تستثمر في توسعة تجارتك.
والنتيجة؟
التخلف، الفقر، الندم، لوم الجميع عدا نفسك، وأخيرًا، الخمول والنسيان.

🔹 الشجاعة، بداية البركة والنجاة

قال الإمام الصادق عليه السلام:
«الشّجاعةُ عِزٌّ حاضرٌ، و الغَناءُ فَقْدُهُ ذُلٌّ ظاهِرٌ»
الشجاعة عز حاضر، والافتقار ذل ظاهر.
(بحار الأنوار، ج٧١، ص٣٨١)

عندما تمتلك الشجاعة، لن تعتبر أي عائق سببًا لتخلفك.
لن تتذرع بعدم امتلاكك شيئًا.
ستنهض.

تتحدث.

تبحث عن البضاعة.

تجلب العملاء.

تتطور.

في التجارة، الشجاعة هي من يرن الجرس الأول للهاتف.
الشجاعة هي من تتحمل أول "لا".
الشجاعة هي من تصرف على نمو علامتك التجارية وتعتني بها.

🔹 الخوف، سبب التبعية؛ الشجاعة، بداية الاستقلال

الشعوب التي خافت من العدو أصبحت تابعة.
الأشخاص الذين خافوا من الفشل بقوا عاطلين.
التجار الذين خافوا من الاستثمار أصبحوا موظفين عند الآخرين.
أما الشجعان فقد ملكوا العالم، وفتحوا الأسواق، وبقوا في التاريخ.

الخوف لا يدمر تجارتك فقط، بل حياتك كلها.
فلنُخرج هذا العدو الصامت من قلوبنا بذكر الله، وبالتوكل، وفهم الآيات، والرجوع إلى الروايات والعقل.
فلنختر الشجاعة، فالله وعدنا وعدًا واضحًا:

«إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ»
(سورة محمد، آية ٧)

إذا نصرتم الله، فسوف ينصركم ويثبت أقدامكم.
وأي نصر أعظم من أن نكون في طريق العزة، والاقتصاد، وخدمة الناس، والإنتاج، والتجارة.

٤. ماذا يعني FOB؟ ولماذا هو مهم؟

⏱️ ٦ دقائق

۵. قوم الفانتي: أمة انتصرت في قلب الحرب والنزاع

في عمق التاريخ، هناك أمة قاومت في زمن الحرب والشدائد، واعتمدت على التجارة لتُحيد أعداءها الأقوياء: قوم الفانتي (Fante) على سواحل غانا.

۱. روّاد التجارة في ظل الاستعمار

منذ القرن الخامس عشر، وصل البحّارة البرتغاليون إلى ساحل الذهب (غانا حالياً) وحاولوا السيطرة على التجارة.

لكن الفانتي، بطبيعتهم التجارية القوية، لم يكتفوا بالتفاعل، بل وضعوا الحدود أيضاً.

لعبوا دور الوسطاء بين التجّار الأوروبيين والقبائل الداخلية، وحصلوا على امتيازات وجمعوا ثروات ضخمة.

۲. اتحاد منسق في وجه التهديد

في القرن التاسع عشر، حين حاول البرتغاليون والهولنديون بسط نفوذهم على السواحل، وقف الفانتي ككونفدرالية منظمة.
مكنهم نظامهم السياسي الموحد من اتخاذ قرارات سريعة ومنسقة؛ مثال نادر على القوة الاقتصادية والنظام الاجتماعي.

۳. التجارة: محرك المقاومة

حين فرض الأوروبيون قوانين غير عادلة، رد الفانتي بوقف التجارة وإغلاق منافذ التصدير.
وكان من أقوى أساليب مقاومتهم: "نريد تجارة عادلة لا شراكة ظالمة."

كانت هذه الردود المنظمة جزءاً من استراتيجية مقاومتهم الاقتصادية.

۴. معركة Elmina وخروج الهولنديين

في خطوة تاريخية، حاصروا قلعة Elmina الأوروبية، ما أجبر الهولنديين على مغادرتها خوفاً من خسارة تجارية.
هذا النصر الاقتصادي والاستراتيجي غيّر توازن القوى في ساحل غانا عبر الأطلسي.

۵. إرث تجاري لحاضرنا

أثبت الفانتي أنّ:

• الثروة لا تُصنع فقط في السلم، بل يمكن أن تكون أداة للنصر في المعارك أيضاً.

• إن لم تكن التجارة مصحوبة بالكرامة والاستقلال، فهي بلا جدوى.

• حين تدخل الشعوب في التجارة بشكل منظم وموحد، يمكنها حتى إجبار أقوى المستعمرين على التفاوض، وفرض رؤيتها عليهم بدلًا من الخضوع لهم.

💡 دروس واقعية لحاضرنا:

• التجارة ليست مجرد مهنة، بل أداة قوية للمقاومة.

• لتحقيق النصر الاقتصادي، نحتاج لعقول تشبه مؤسسي الفانتي؛ أفكار اقتصادية موحدة وذكية.

• في الأوقات العصيبة، لا بد من مواجهة الضغوط الخارجية بذكاء وتأسيس قيادة اقتصادية قوية.

🔚 الخلاصة

برهن شعب الفانتي في الأزمات على ما يلي:
📍 بنظرة استراتيجية للتجارة، نتجاوز التبعية.
📍 بالاتحاد وتنظيم الأسواق، يمكن الوقوف في وجه الأقوياء.
📍 بإدارة الموارد والتفاوض الاقتصادي، يمكن تغيير مجرى التاريخ.

هذا السرد الملهم يجب أن يُنشر في كل أنحاء العالم، ليُظهر أن التجارة تصنع نصر الأوطان، حتى في أوقات الحرب والأزمات.

٦. إلى أين تُصدر منتجك؟

⏱️ ۲ دقيقة

۷. تعيين المناصب الإدارية